قصص تستحق القراءة: 2012

الأحد، 3 يونيو 2012

0

كل شيء في يديك ..



  عاش في إحدى المدن حكيم يحيط به الكثير من التلاميذ، أصاب الحسد أحدهم
وأراد أن يحرجه أمام الناس الذين كانوا يقولون "هل هناك سؤال لا يستطيع ان
يجيب عليه الحكيم؟".


ذهب الحاسد إلى حقل مليء بالزهور، وأمسك بفراشة جميلة، وأخفاها بين كفيه،
ممسكا بها بلطف، وكانت فكرته أن يسأل الحكيم "هل هي ميتة أم على قيد الحياة؟".

فإذا قال الحكيم ميتة تركها لتطير، وإذا قال إنها على قيد الحياة ضغط عليها
لتموت...

وحينما جاء إلى الحكيم ساله : " قل لي هل الفراشة في يدي على قيد الحياة أم
ميتة؟".

فنظر إليه الحكيم وقال "كل شيء في يديك، فإذا ماتت فأنت قاتلها وإن لم تمت
فإنت من سيطلقها".

سكت الحاسد قليلاً!!

فأكمل الحكيم : "هذه هي أفعالنا تعتمد علينا لا على أراء الأشخاص".

فأطلق الحاسد الفراشة وتعلم من الحكيم درساً مهماً، ما يهم هو ما نفعله لا
رأي الأخرين فيه.

لقراءة المزيد

السبت، 2 يونيو 2012

0

السؤالان المحيران !!



اختبر محرر جريدة أمريكية القرّاء بسؤالين:

الأول :إذا كنت تعرف أماً لـثمانية أطفال، ثلاثة منهم صم، وإثنين عُمي، وواحد
متخلّف عقلياً وهي نفسها مصابة بالسفلس ، لكنها حبلى للمرة التاسعة فهل كنت
تنصحها بالإجهاض ؟

الثاني :يجري انتخاب زعيم عالمي من بين ثلاثة مرشحين فقط ، وصوتك هو الذي
سيرجّح ، فلمن منهم تصوّت ، علماً بأن بياناتهم كالآتي

المرشح الأول : مدمن كحول وتدخين يخالط سياسيين غير شرفاء ، ويستشر منجما

المرشح الثاني : ينام إلى الظهر ، ومدمن كحول ، تعاطى الأفيون في المدرسة ،
وفصل من العمل مرتين

المرشح الثالث : نباتي ، وبطل حرب حائز على أرفع الأوسمة، لايدخن، ولايشرب
الكحول إلا القليل من الجعة بالمناسبات ، ولم يخن زوجته قط!

*في العدد التالي كتب المحرر :*
القارئ العزيز
المرشح الأول : فرانكلين روزفلت

و المرشح الثاني : ونستون تشرشل

أما المرشح الثالث : أدولف هتلر

*وأما بالنسبة لسؤال الإجهاض*

إن كانت إجابتك : نعـم ... فاعلم أنك قتلت .. بتهوفن

العبرة : فكر خارج الصندوق دوماً فالعناصر المشتركة خادعة!

لقراءة المزيد

الثلاثاء، 29 مايو 2012

0

لن يعطوك أبداً أكثر مما تعتقد أنك تستحق .!!



  كان هناك مدرّس مجتهد يُقدّر التعليم حق قدره،
يريد أن يختبر تلاميذُه اختبارهم الدوري عندما حان موعده؛
ولكنه أقدم على فكرة غريبة وجديدة لهذا الاختبار.

فهو لم يُجرِ اختباراً عادياً وتقليدياً بالطرق التحريرية المتعارف عليها،
ولا بالأساليب الشفهية المألوفة؛
فقد قال لطلبته :

إنه حضر ثلاثة نماذج للامتحان،
يناسب كل نموذج منها مستوى معيناً للطلبة.
النموذج الأول للطلاب المتميزين الذين يظنون في أنفسهم
أنهم أصحاب مستوى رفيع، وهو عبارة عن أسئلة صعبة.

النموذج الثاني للطلاب متوسطي المستوى الذي يعتقدون
أنهم غير قادرين إلا على حلّ الأسئلة العادية التي لا تطلب مقدرة
خاصة ، أو مذاكرة مكثّفة


النموذج الثالث يخصّ ضعاف المستوى ممن يرون أنهم
محدودي الذكاء، أو غير مستعدين للأسئلة الصعبة،
أو حتى العادية نتيجة إهمالهم وانشغالهم عن الدراسة.

وبعد أن تعجّب التلاميذ من أسلوب هذا الاختبار الفريد من نوعه،
والذي لم يتعودوا عليه طوال مراحل دراستهم المختلفة
راح كل منهم يختار ما يناسبه من ورقات الأسئلة ،
وتباينت الاختيارات.

- عدد محدود منهم اختار النماذج التي تحتوي على الأسئلة الصعبة.
- وعدد أكبر منهم بقليل تناول الورقة الخاصة بالطالب العادي.
- وبقية الطلاب تسابقوا للحصول على الوريقات المصممة للطلاب الضعاف.

وقبل أن نعرف معاً ما حدث في هذا الاختبار العجيب أسألك :
تُرى أي نموذج كنت ستختار لو كنت أحد طلاب ذلك الفصل ؟

وبدأوا حل الاختبار ؛ ولكنهم كانوا في حيرة من أمرهم،
فبعض الطلاب الذين اختاروا الأسئلة الصعبة،
شعروا بأن الكثير من الأسئلة ليست بالصعوبة التي توقعوها !

أما الطلاب العاديين ؛
فقد رأوها بالفعل أسئلة عادية قادرين على حلّ أغلبها،
وتمنّوا من داخلهم لو أنهم طلبوا الأسئلة الأصعب؛
فربما نجحوا في حلها هي الأخرى

أما الصدمة الحقيقية ؛
فكانت من نصيب أولئك الذين اختاروا الأسئلة الأسهل؛
فقد كانت هناك أسئلة لا يظنون أبداً أنها سهلة.

وقف المدرس يراقبهم، ويرصد ردود أفعالهم،
وبعد أن انتهى الوقت المحدد للاختبار،
جمع أوراقهم، ووضعها أمامه، وأخبرهم
بأنه سيُحصي درجاتهم أمامهم الآن .

دُهش التلاميذ من ذلك التصريح؛
فالوقت المتبقي من الحصة لا يكفي لتصحيح ثلاث
أو أربع ورقات؛ فما بالك بأوراق الفصل كله ؟ !

واشتدت دهشتهم وهم يرون معلّمهم ينظر إلى اسم الطالب
على الورقة وفئة الأسئلة هل هي للمستوى الأول أو الثاني
أو الثالث، ثم يكتب الدرجة التي يستحقها

ولم يفهم الطلبة ما يفعل المعلم، وبقوا صامتين متعجبين،
ولم يطُل عجبهم؛
فسرعان ما انتهى الأستاذ من عمله، ثم التفت
إليهم ليخبرهم بعدد من المفاجآت غير المتوقع.


أفشى لهم الأستاذ أسرار ذلك الاختبار
- فأول سرّ أو مفاجأة، تمثّلت في أن نماذج هذا الاختبار كلها متشابهة،
ولا يوجد اختلاف في الأسئلة.
- أما ثاني الأسرار أو المفاجأت؛ فكانت في منح مَن اختاروا
الأوراق التي اعتقدوا أنها تحتوي على أسئلة أصعب من
غيرها درجة الامتياز،
وأعطى من تناول ما ظنوا أنها أسئلة عادية الدرجة المتوسطة،

أما من حصل على الأسئلة التي فكروا في كونها سهلة
وبسيطة فقد حصل على درجة ضعيف

وبعد أن فَغَر أغلب الطلاب أفواههم دهشة واعتراضاً،
وعلى وجه الخصوص أصحاب الأسئلة العادية والسهلة،
راحوا يتأملون كلام الأستاذ وتبيّن لهم مقصده.

وأكّد هذا المدرس هذا المقصد،
عندما أعلن لهم بأنه لم يظلم أحداً منهم؛
ولكنه أعطاهم ما اختاروا هم لأنفسهم؛

فمن كان واثقاً في نفسه وفي استذكاره طلب الأسئلة الصعبة؛
فاستحق العلامات النهائية.

ومن كان يشكّ في إمكانياته ويعرف أنه لم يذاكر طويلاً؛
فقد اختار لنفسه الأسئلة العادية؛ فحصل على العلامة المتوسطة.

أما الطلاب الضعاف المهملين الذين يرون في أنفسهم التشتت
نتيجة لهروبهم من التركيز في المحاضرة أو الحصة،
ثم تجاهل مذاكرة الدروس؛
فهؤلاء فرحوا بالأسئلة السهلة؛
فلم يستحقوا أكثر من درجة ضعيف.

وهكذا هي اختبارات الحياة
فكما تعلّم هؤلاء الطلبة درساً صعباً،
من هذا الاختبار العجيب،

عليك أنت أيضاً أن تعلم أن الحياة تُعطيك على قدر ما تستعد لها،
وترى في نفسك قدرات حقيقية على النجاح

وأن الآخرين - سواء أكانوا أساتذة أو رؤساء عمل
أو حتى أصدقاء ومعارف
لن يعطوك أبداً أكثر مما تعتقد أنك تستحق .

فإذا أردت أن تحصل على أعلى الدرجات في سباق الحياة ؛
فعليك أن تكون مستعداً لطلب أصعب الاختبارات دون
خوف أو اهتزاز للثقة.

فهل أنت جاهز للاختبارات الصعبة،
أم أنك ستُفضّل أن تحصل على درجة ضعيف ؟

لقراءة المزيد

الأحد، 27 مايو 2012

0

ربنا على الظالم



 يُحكى أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبدا، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى يُرد الظلم عن أخيهم

أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها سياسة البيض المسروق
ما تلك السياسة؟

------------®--------------

نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع.. فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم..

وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض.. فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه…

وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟

وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة!! والتي ربما لم يأتِ بها
هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا

------------®--------------

لا عجب في ذلك فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لِمن كان مأكله حرام وملبسه حرام ومشربه حرام ويدعو الله فأنّى يستجاب له

من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم شعوبهم

وعندما مر الزمن وقامت فئة واعية تبصر ما فعله الملك بشعبه أخذوا يثورون ويطالبون بحق الشعب في الحياة الطيبة، فلجأ الملك للوزير الذي أشار عليه بسياسة جدول الضرب
فما هذه السياسة؟

------------®--------------

أن يستخدم الملك العمليات الحسابية: الجمع والطرح والضرب والقسمة.. في تعامله مع هذه الفئة التي تطالب بحقوقها وحقوق الوطن…كيف؟

أولا يبدأ بعملية الجمع.. فيجمع ما استطاع منهم حوله بأن يتقلدوا المناصب ويأخذوا الأموال والأوسمة فينسوا القضية بعد أن يكسر الملك عيونهم بفضله عليهم

أما الفئة التي تظل على موقفها وبالضرورة هم قلة فيلجأ الملك للطرح.. فيطرحهم أرضا بتلفيق القضايا واستخدام نقطة الضعف في كل واحد منهم وبذلك يتواروا عن الأنظار إما خجلا أو خلف غياهب السجون، شرط أن تكون كل القضايا بعيدة عن خلافهم مع الملك.. أي يكون التدبير محكما ونظيفا

أما من تبقى وهم قلة القلة فإذا خرجوا يهتفون وينددون فالرأي أن يلجأ للعلامة الثالثة من العلامات الحسابية وهي الضرب.. فضربُهم وسحلُهم والتنكيلُ بهم في الطرقات سوف يخيف الباقين من تكرارها

------------®--------------

هنا تساءل الملك: ترى ما الذي سيكون عليه حال الشعب؟ فضحك الوزير قائلا يا سيدي لم يتبقَ للشعب في معادلتنا سوى علامة واحدة هي القسمة

قال الملك وماذا تعني؟ فأجاب الوزير أعنى أنه لن يكون أمامهم سوى أن يخضعوا ويفلسفوا عجزهم بقولهم: قسمتنا كده؟ ربنا على الظالم؟ يعني على جلالتك!! وده أمر مؤجل ليوم القيامة

وهنا ضحك الملك وضحك الوزير ومازالت أصداء ضحكاتهم تملأ الآفاق حين يقف أي شعب مكتوف الأيدي بعد أن كبله الخوف وطحنه البحث عن لقمة العيش وهو يهمس قائلا: قسمتنا كده.. ربنا على الظالم

لقراءة المزيد

الجمعة، 25 مايو 2012

0

القلوب أحيانا تبصر أحسن مما تبصر العيون



  كان يذهب صباح كل يوم إلى الكلية فيراها مطلة من النافذة ،

ويعود من الكلية بعد ...الظهر فيجدها ما تزال في النافذة ، وخفق قلبه.

لم تقل له أى كلمة ، لم تشر له أي إشارة ،

وإنما كانت ابتسامتها تتكلم وتتحدث وتغنى عن أي شئ.

وأحس أنها تنتظره هو وحده ، وتبتسم له وحده ،

دون عشرات... الألوف من الناس الذين يمرون في هذا الشارع.

وكان في بعض الأحيان يتعمد التأخير فيجدها في انتظاره ،

وكان أحيانا يقدم الموعد فيجدها في انتظاره تبتسم له

كانت فتاة شقراء ، دقيقة التقاطيع ، جميلة الملامح ،

أحس أنها أجمل فتاة في العالم ،

وأن ابتسامتها أحلى ابتسامة في الدنيا ،

وكان انتظارها الدائم له يفعل في نفسه فعل السحر ،

لأول مرة في حياته يجد أحدا يهتم به ويبتسم له ،

تقدم في دراسته من أجلها ،

كان يشير إليها فتبتسم ، ألقى إليها رسالة فابتسمت ،

ونال بكالوريوس الهندسة ، وسافر في بعثة إلى أمريكا ، وعاد بعدها ،

مر من تحت نافذتها فوجدها ما زالت مبتسمة ،

لم تغضب لغيابه الطويل لحصوله على الدكتوراه ،

أكيد ستتفهم الوضع ما دامت ستعرف أنه فعل كل هذا من أجلها....

وذهب لخطبتها من أبيها..

هز الأب رأسه وقال : هل تعرفك؟؟

نعم.. إنها تعرفنى منذ ثمانى سنوات ، تعرفنى كل يوم ،

وتبتسم لى كل يوم......

قال الأب والدموع تنهمر من عينيه :

ولكنها عمياء يا بنى ، لم ترى عيناها النور منذ ولادتها...

وإذا بالدكتور المهندس الشاب يقول : إنه مصر على أن يتزوج بها وهى عمياء!!!!!

ودهش الأب ، وقال المهندس :

إننى مدين لهذه الابتسامة بكل ما وصلت إليه في حياتى

والمرأة التي تصمد لهذا العجز وتبتسم للدنيا

برغم حرمانها من أن ترى جمالها هى امرأة رائعة...

وتزوج المهندس من الفتاة العمياء ،

ومشت معه في طريق الحياة ، ووقفت بجانبه في الشدائد ،

وما زالت عيناها العمياوان أجمل عينين رآهما في حياته

حقا : القلوب أحيانا تبصر أحسن مما تبصر العيون .

لقراءة المزيد

الخميس، 24 مايو 2012

0

.. بائع الثياب ..



  في بلد بعيد، غريب عن الدنيا. كان هناك بائع من نوع خاص. جيرانه كانوا يدعونه بائع الثياب. كان بائع الثياب يملك محلاً إلى جانب بائع الحياة، وإن كان بائع الحياة يبيع أعماراً فبائع الثياب كان يبيع أثواباً للمشاعر.

تريد أن تشعر بالحزن، بائع الثياب يصنع لك ثوباً للتعاسة. تعاسة سوداء، رمادية، عميقة، خفيفة... كان لديه دوماً ثوب يناسب عمق المشاعر التي تريدها.

أثواب الحب الوردي، القرمزي، الجارف، العارم وأثواب الفرح والبهجة. كان لديه حتى أثواب لليأس...

في أحد الأيام جاءه رجل وطلب منه لقاء خاصاً على انفراد. دخل الرجل مع بائع الثياب إلى الغرفة الخلفية. ثم قال له الرجل بحذر، أريد ثوباً يبعد عني الحب... اندهش بائع الثياب، لأنه لم يخطر على باله هكذا سؤال وكل أثواب محله لا تفي بالغرض. صمت برهة ثم قال، لا بأس سأصنعه لك ثم أناديك حين يصبح جاهزاً

بعد أيام نادى البائع الرجل لقياس الثوب. كان ثوباً جميلاً من الخارج يجذب النظر بسرعة. ألوانه زاهية لكنها مخادعة. تارة يبدو براقاً جميلاً وأخرى يتحول إلى سواد عميق كظلام الكون.

ارتدى الرجل الثوب وهو مزهو بجماله. ثم قال له البائع، هذا الثوب سوف يبعد عنك كل محب إلى آخر الزمان. ارتديه فهو لك، لكن لي عندك طلب واحد. لا تسمح لأحد بنسخه لأنه إذا انتشر يمكن أن يصبح قاتلاً.

وافق الرجل، وهم بالخروج من المحل. ثم التفت سائلاً البائع، لكن لم تقل لي ما اسم هذا الثوب؟ رد البائع، معك حق، لقد نسيت أن أقول لك. هذا الثوب يدعى ثوب الغيرة. ما إن تلبسه حتى تبدأ باتهام من يحبك أنه لا يحبك، واختلاق القصص من مخيلتك لترضي سواد الثوب العميق. هذا الثوب سوف ينسيك اللحظات الجميلة التي قضيتها مع من تحب ليحل محلها لحظات الشك والاتهام. حب التملك بدل من حب التشارك.

ابتسم الرجل ثم خرج مزهواً بثوبه. مرت السنين والرجل يرتدي ثوبه. فقد كل صديق وكل حبيب، فقد الأهل والناس. لم يبقى حوله أحد. وكان يقول دائماً كم أعشق هذا الثوب، إنه يتجاوز بمراحل ما كنت أحلم به. لكن كرهه للأخرين دفعه لنسخ الثوب وتوزيعه على الناس مجاناً. وهكذا حنث بوعده للبائع ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع أخباراً من قبيل "قتلها لأنه يحبها بجنون"، "ذبحها ثأراً منها بعد أن كان يعشقها"، "دمره بعد أن كان صديق عمره".

بائع الثياب، أغلق محله منذ ذلك الحين لأنه لم يغفر لنفسه فعلته الحمقاء. ومازالت ثياب التسامح والحب التي صنعها تقاوم ثوب الغيرة لكن لا أحد يعرف من سينتصر...

لقراءة المزيد

0

الواعظ و الذئب


  جاء واعظ رائع لقرية بعيدة....أثر بكل أهلها

اختفت الجريمة...

اختفت الخلافات...

عمله أبهر أهلها بشكل كبير ، فاجتمعوا وذهبوا إليه طالبين منه أن يحاول
إقناع الذئب بالتوقف عن هجماته ضد غنمهم لعله أقنعه....

أخذت الواعظ بعض لمسات الغرور...

فاتجه للغابة التي يهجم منها الذئب...

فصرخ : أيها الذئب..تعال!... جئتك محاوراً لا مقاتلاً!

خرج له الذئب وقال له : ماذا تريد؟

فبدأ الواعظ بالكلام.... إن القتل حرام.. والغدر من صفات اللئام ... ولن
يرحمك أهل القرية لو أمسكوا بك .. فحاول النجاة بنفسك...

حزن الذئب للكلام المؤلم من الواعظ المبدع...

لكنه قال : أسرع لو سمحت .. فإني أرى قطيع غنم قد تركه الراعي!

صدم الواعظ بردة فعل الذئب...

عاد الواعظ لبيته يائساً... محبطاً من فشله غير المعتاد!

في الليل سمع بابه يطرق...

اقترب من الباب وقال من .. فأجابه : أنا الذئب

فتح له وأدخله..

فكان الدم واضحاً عليه ...

فقال له الواعظ : تأتيني وأنت قاتل!

قال الذئب : جئت لك كي تعظني من جديد فكلامك جميل!

الواعظ أجاب غاضباً : لكنك قتلت بعد العظة الأولى!

الذئب : أحب كلامك وأصدقه ...ولكنني لو أطعتك مت جوعاً!

فهم الواعظ كلام الذئب.. فخطب بأهل القرية في اليوم التالي " أنني لا أعظ
إلا البشر!"

عرف الواعظ أن عليه أن يخاطب الناس بالأمور الطبيعية ، فهو لا يستطيع تغيير طبائع الأمور... فالحديد يبقى حديد ولو حاول معه ... عرف أن مفتاح
الاستجابة هو طلب ما يمكن إطاعته!

لقراءة المزيد

0

الخياط والحفيد


  أراد خياط أن يعلم حفيده حكمة عظيمة على طريقته الخاصة.

وفي أثناء خياطته لثوب جديد أخذ مقصه الثمين

وبدأ يقص قطعة القماش الكبيرة إلى قطع أصغر

كي يبدأ بخياطتها ليصنع منها ثوبا جديدا.

وما إن انتهى من قص القماش

حتى أخذ ذلك المقص الثمين

ورماه على الأرض عند قدميه!

والحفيد يراقب بتعجب ما فعله جده,

ثم أخذ الجد الإبرة وبدأ في جمع تلك القطع

ليصنع منها ثوبا رائعا

وما أن انتهى من الإبرة حتى غرسها في عمامته.

في هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكبح فضوله وتعجبه

من سلوك جده

فسأله: لماذا يا جدي رميت مقصك الثمين

على الأرض بين قدميك

بينمااحتفظت بالإبرة زهيدة الثمن ووضعتها على عمامة رأسك؟!

فأجابه الجد:

يا بني إن المقص هو الذي قص قطعة القماش الكبيرة

تلك وفرقها وجعل منها قطعا صغيرة

بينما الإبرة هي التي جمعت تلك القطع لتصبح ثوبا جميلا.

فينبغي عليك ألا تعلي قدر من يحاول أن يفرق ويفكك ترابطنا

وتآخينا مهما بدت مكانته العالية وعلى النقيض تماما كن مع من يحاول لمّ الشمل وجمعه بالترابط والتآخي .

لقراءة المزيد

الاثنين، 21 مايو 2012

0

سر الروب الأسود



في عام 1791 وبالتحديد في فرنسا
كان أحد القضاة الفرنسيين جالسا في شرفة منزله يستنشق الهواء وبالصدفة شاهد مشاجرة بين شخصين انتهت بقتل أحدهما وهرب الشخص القاتل ...

... فأسرع أحد الأشخاص إلى مكان الجريمه وأخذ القتيل وذهب به إلى المستشفى لإسعافه ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيره ومات ..
فاتهمت الشرطة الشخص المنقذ وكان بريئا من هذه التهمة
وللأسف فقد كان القاضي هو الذي سيحكم في القضية

وحيث أن القانون الفرنسي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن . فقد حكم القاضي على الشخص البرئ بالإعدام .

على الرغم أن القاضي نفسه هو شاهد على الجريمة التي وقعت أمام منزله وبمرور الأيام ظل القاضي يؤنب نفسه المعذبة بهذا الخطأ الفادح

ولكي يرتاح من عذاب الضمير . إعترف أمام الرأي العام بأنه أخطأ في هذه القضية وحكم على شخص برئ بالإعدام
فثار الرأي العام ضده واتهمه بأنه ليس عنده أمانة ولا ضمير

وذات يوم أثناء النظر في إحدى القضايا وكان هذا القاضي هو نفسه رئيس المحكمة
فوجد المحامي الذي وقف أمامه لكي يترافع في القضية مرتديا روب أسود
فسأله القاضي : لماذا ترتدي هذا الروب الأسود؟

فقال له المحامي :

لكي أذكرك بما فعلته من قبل وحكمت ظلما على شخص برئ بالإعدام
ومنذ تلك الواقعة وأصبح الروب الأسود هو الزي الرسمي في مهنة المحاماه ومن فرنسا إنتقل إلى سائر الدول

إذا وضعتك الظروف في موقف الحكم فاحرص على إظهار الحقيقة مهما كان
فهي أمانة لاتظلم ....

لقراءة المزيد

السبت، 19 مايو 2012

1

دع البحيرة حتى تسكن ..~



كانت هناك فتاة، اعتادت الخروج إلى بحيرة صغيرة جداَ،

وتتأمل انعكاس صورتها على ماء البحيرة لشدة سكونه

وذات يوم أخذت أخاها الصغير معها، وبينما هي تتأمل وتصفف شعرها على مياه البحيرة،

أخذ أخوها حجراََ وألقاه في البحيرة، ف تموّج ماؤها واضطربت صوره الفتاة.

ف غضبت بشدة وبدأت تحاول جاهدة ان توقف تموّج مياه البحيرة،

وظلت تتحرك هنا وهنا لتوقف تموجات الماء ولم تستطع.

ومر شيخ كبير عليها ورأى حالها فسألها

ما المشكلة؟، فحكت له القصه، فقال لها:

سأخبرك بالحل الوحيد الذي سيوقف تموجات الماء ولكنه صعب جداََ،

فقالت: سأفعله مهما كلفني الثمن، فقال لها:

( دعي البحيرة حتى تهدأ )

~ الخلاصة ~

هناك بعض الأمور والمشاكل

التي عندما نحاول حلها، نزيدها سوءاََ

حتى ولو كانت نوايانا سليمة.

لذلك علينا ان نصبر وندعها للزمن فهو كفيل بحلًها. وقل لنفسك:

( دع البحيرة حتى تسكن )


مقتبس من كتاب: ( الأسلوب الأقوى والألطف في التغيير‏​‏)

لقراءة المزيد

الثلاثاء، 15 مايو 2012

0

صانعة الخبز



يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع
وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه.

وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف
وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك،
والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه،
وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟”

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ،
لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”..
قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار،
ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”
وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما،
في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!!
كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا،
على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه،
وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!!
وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!

لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!

لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”

..

المغزى من القصة:

افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام
وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في الاخرة سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم
لقراءة المزيد

السبت، 17 مارس 2012

0

سنة 999م.....قصة شيقة جدا


   
  

كانوا الناس مترقبين متخوفين بأن هذه السنة هى اخر سنة فى حياتهم

فهم يعتقدون انها اخر سنة فى الدنيا وان سنة 1000 م هى الموت والقبور
والبعث بعد ذلك

ولكن هذا الخوف ليس له مبرر إلا لأننا على اعتاب ألفية جديدة

وكان الخوف والترقب فى كل مكان

ولكن الرعب كان يسود اوروبا بمن فيهم اهالى روما

وخاصة اهالى دولة الفاتيكان الكائنة داخل مدينة روما

قضوا حياتهم فى هذه السنة وكانت الحياة يغلب عليها التدين وزيارة الكنائس
باستمرار وطلب تكفير الخطايا من الكهنة والاباء

واللجوء الى المسيح منصفهم وحاميهم

فمن الناس من انقطع للعبادة

ومنهم من انقطع للهو باعتبار انها الفرصة الاخيرة له فى الحياة

ومنهم من فضلوا الانتحار لانهم اختاروا الحلول السريعة ولان الانتحار اسهل
بكثير من انتظار الموت

حتى وصلوا الى اليوم المنتظر

31/12/999

الخوف والرعب والترقب

يا ترى ماذا سيفعل ربنا بنا

يا ترى سندخل الجنة ام النار

يا ترى كيف سنحاسب وكيف سيقف معنا المسيح

كلهم ذهبوا احدى اكبر الكاتدرائيات دون اتفاق مسبق بينهم

فهم يريدوا ان يعرفوا ماذا سيحدث لهم الساعة 12 صباحا يوم1/1/1000

كما يريدوا ان يموتوا وهم فى بيت عبادتهم لعلهم يفوزوا بالجنة والرضا من الرب

فهم يرتابون بنسبة 95% فى انتهاء الحياة وانتهائهم فى هذه الساعة

فذهبوا للكاتدرائية من الساعة 10 مساءا وكلهم وقفوا فى بهو الكاتدرائية
ينظرون بتوجس للساعة المعلقة على احد جدران الكاتدرائية من الخارج والتى
يتسع بهوها لاكثر من 10000 شخص

وكل يفكر فى مصيره وفيما سوف يحدث حتى وصلت الساعة عند 11.50

كلهم فى ترقب شديد والخوف بلغ مبلغا رهيبا

كلهم مع الساعة ومع دقاتها التى تدق بانتظام وبصوت رهيب وبدقات ابطىء كثيرا
من دقات قلوبهم

التى تتزايد عددها و حدتها كلما اشارت الساعة الى اقتراب الاخرة

حتى اشارت عقارب الساعة الى 11.58

عندئذ ولسبب مجهول حتى الان

توقفت عقارب الساعة عن الحركة نهائيا لمدة قصيرة

وخلال ثوانى معدودة وقع اكثر من 6000 شخص جثث هامدة

من اثر الازمة القلبية

التى انتابتهم فجأة بسبب الرعب الشديد الناتج من احساسهم انها النهاية

وبعد دقيقة بالضبط

تحركت عقارب الساعة ومشت بانتظام لتعلن بدء ألفية جديدة

مع كارثة رهيبه فى اول دقائق هذه الألفية


(قصة حقيقية)

انا اعتقد ان ضعف الايمان هو اهم اسباب حدوث هذه الكارثة

فلو كانوا مؤمنين تماما بالله

لما كانوا خافوا وفزعوا بهذه الطريقة حتى لو عرفوا فعلا ان غدا هو يوم القيامة

بل ان المؤمن الحقيقى هو من يفرح بلقاء ربه

ويسعده ان يلتقى بربه وهو رجل صالح فى اعماله ونيته وخاتمته ايضا صالحة


منقول من احدى قصص د/احمد خالد توفيق
لقراءة المزيد

الخميس، 26 يناير 2012

0

‎"ليس المهم أن تُحِب، لكن المهم أن تُحَب" ¤°~Raz~°¤



"اشترى قاضٍ من قضاة البصرة جارية [في عهد السلف] 
وفي أول ليلة وهي في بيته قام آخر الليل يتفقدها؛ لأنه لا يعرف أخلاقها، 
فلما دخل غرفتها إذا هي ليست في الغرفة،  فأساء الظن، 
وحينما بَحث وَجدها في زاوية غرفتها وهي تناجي ربها في آخر الليل،  
وتقول وهي ساجدة:  اللهم إني أسألك بحُبك لي أن تغفر لي،،،  
[تسأل الله في حبه لها أن يغفر لها]  
فلم يستسغ الشيخ هذه العبارة ، وقال في نفسه: إنّ الأولى 
أن تقول: اللهم إني أسألك بحبي لك [لأن الإنسان يتوسل بفعله وعمله] أن تغفر لي،  فانتظرها حتى سلمت ثم قال لها : لا تقولي اللهم إني أسألك بحبك لي؛ 
وإنما قولي: اللهم إني أسألك بحبي لك،  
قالت له: ليس المهم أن تُحِب، لكن المهم أن تُحَب، لولا حبه لي ما أيقظني وأغفَلك."  نعم،،،  ليس المهم أن تُحِب.. قد تحب شخصاً لكنه قد لا يحبك،  
ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يسأل الله حُبه بقوله : 
(اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب كل عملٍ يقربني إلى حبك، اللهم اجعل حبك إلي أحب من الماء البارد على الظمأ).  
ثم يقول: (اللهم ما أعطيتني مما أحب؛ فاجعله عوناً لي على ما تحب، وما زويت عني مما أحب؛ فاجعله فراغاً لي فيما تحب) 

¤°~Raz~°¤
لقراءة المزيد

السبت، 7 يناير 2012

0

آخر العنقود.....¤°~Raz~°¤



لطالما ظلت شخصية آخر العنقود وخاصة إن كان ذكراً ، لطالما ظلت شخصيته مثيرة للجدل، فأخطاؤه مغفورة قبل أن يرتكبها، وتماديه مبرر بداعي قلة المعرفة، وطلباته مجابة ربما قبل أن تخطر بباله.....
أما إن كان له حماقات، فإن محامي الدفاع الأول مستعد دائماً للدفاع عنه.....
لكن، ما السر في ذلك؟؟ ولماذا يكون آخر العنقود في الغالب أجمل إخوته ؟

التقيت به في صحبة سفر، لم أكن أعرفه من قبل، أحسست أنه يحب أن يتكلم عن نفسه، فأبديت اهتماماً لسماع حكاياته، علني ألحظ عبرة ما.
في أول فرصة نجلس فيها معاً في المطعم على العشاء، سألني ماذا تحب أن تشرب ؟؟ قلت له : لا أشرب غير الماء والشاي والقهوة ، وأنت ؟ قال: أنا كنت أشرب كل شي، وكنت أتأخر في العودة إلى البيت ليكون الأهل قد ناموا فلا يشعروا بي، لكنني .... اسمع قصتي.....

نحن نعيش في الأحياء القديمة من المدينة التي تتلاصق مع أسواقها، عندما كنت صغيراً تعلمتُ في جامع حارتنا بعض الآيات والأحاديث على يد إمام الجامع، كنت أشعر أن قلبي مفعما بالايمان، بدأت في العمل في دكان والدي ولم يتجاوز عمري العشر سنين، ثم أصبحت تاجراً صغيراً أمتلك مهارات مميزة في التجارة، وأصبح المال يجري بين يدي وبدأت أشعر أنني كلما تمسكت به كلما تسرب الكثير من إيماني ليذهب مع الريح.... إلى أن صرت لا أكترث ولا أتألم عندما أشرب المحرمات، كان رفاقي يحبون بذخي في سهراتنا، وكنت ألمحُ طمعهم في الكثير من الأحيان لكنني لم ألق ِ بالاً ما دمتُ أزهو بتلك السعادة الـزائفة.....

كنتُ آخر العنقود، أحبُّ أبي كثيراً، فعنايته الزائدة بي يسرت كل متع حياة الشباب بين يدي، وكنت أشفق عليه عندما أراه كيف يقف عاجزاً أمام فسادي، فحبه لي طالما منعه من تأنيبي بشدة...

 
في الفترة التي بقيت فيها الأعزب الوحيد بين إخوتي وأخواتي كنت أشعر أنني محور الأسرة، وحان الوقت لآخذ دوري في العناية بوالديّ، لكن حظي كان سيّئاً فلم أحصل على هذه الفرصة، فقد توفي والدي، وبوفاته شعرتُ أنني انتقلت فجأة من موقع الطفل المدلل إلى موقع الرجل المسؤول، فقررت أن أصير أكثر جدية وأن أعيد صياغة شخصيتي، فقد رُفع عني أكبر غطاء من الدعم الأسري....


بعد فترة العزاء ، وفي أول خروج لي مع أصدقائي طلبوا لي مشروباً، حاولت الامتناع لكن محاولتي لم تكن جدية بالكمية الكافية لأمتنع فعلاً، وخاصة أنهم أسمعوني بعض الكلمات التي درّسها إياهم إبليس بعناية.
عدت إلى البيت ليلتها ورائحة الشراب تزعجني، خشيت أن ألتقي بأمي فدخلت إلى غرفتي مشتاقاً إلى سريري، لم أكن ثملاً، فلازالت عندي القدرة على التفكير، كنت متعباً لأنني غير مقتنع بما فعلته الليلة.
دوامة كبيرة تحوم حول رأسي، ففترة العزاء كانت قد استرجعت لي شيئاً من بقايا الايمان، لا زلت أفكر بأبي، وهكذا غفوت....
أعرف أنني نائم وأن غلاماً وسيماً أنيقاً قد اقترب مني يوقظني ،ويقول هيا إلى الجامع فإمام المسجد يستدعيك على عجل، صرفته فحالتي لا تسمح لي بالذهاب إلى المسجد ومقابلة الإمام، عاد بعد لحظات ليقول لي طلب مني الإمام أن لا أعود بدونك فهناك أمر خطير.....
تحت ضغوطه وخطورة الأمر في حارتنا الصغيرة، أراني كيف انصعت لأمره، مسك بيدي يجرني إلى أن وصلنا إلى باب المسجد، ما هذا ؟؟ المسجد ممتلئ بالناس، وقفت في الباب لا أريد الدخول، وإذا بالإمام يقف عند المحراب ويناديني ، هيا بسرعة ، جاء دورك.... !!!!
أفسحَ الناس لي لأصل إلى الصف الأول فوجدت حلقة من عشرة رجال ليسوا من حيـينا، قال لي الإمام: يريدون أن يستمعوا إلى قراءتك، هيا، جاء دورك ، الحمد لله أنك أتيت في الوقت المناسب...
همست في إذن الإمام بأنني لست على وضوء، فقال : لا تلمس المصحف، اقرأ مما حفظتك إياه عندما كنت صغيراً.... المهم أن تقرأ.... وبقراءتك سأنال بعض الدرجات ، أرجوك يا بني اجبر بخاطري....
أجلسني وطلب مني الهدوء ، فقد أنصت الناس جميعاً ليستمعوا إلى قراءتي.... قرأت مما أجيد حفظه، أحسست بأن صوتي يزداد جمالاً، وأنا أنظر إلى الأمام وأرى على وجهه أسارير الرضا، أحسست أني أردُّ له شيئاً من معروفه، فهؤلاء الضيوف هنا جاؤوا لتقدير جهوده....لكنني توقفت فجأة عن القراءة عندما قرأت كلام ربي " فؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ، وكان الله غفوراً رحيماً " بدأت الدموع تذرف من عيني، وكميات كبيرة من القهر تجمعت في حنجرتي وخنقت أساليب النطق. ساد صمت رهيب، الكل ينظر إلي بانتظار المتابعة..... في هذه اللحظة فـُتحَ باب المسجد فرأيت أبي يقف في الباب، دعاه الإمام للدخول فامتنع وأشار إليّ أن آتي لعنده، هرعت إليه، الكل ينظر، الكل يراقب، عندما وصلت إليه أشار علي أن لا أقترب منه، فوقفت على بعد خطوتين وقلت له: يا والدي كيف عدت إلى الحياة؟؟ قال : يابني اسمعها كلمات، أنظر إلى هذه الحلقة من الرجال الغرباء الذين يستمعون القرآن، بعد موتي كنت أجلس معهم كل يوم، اليوم منعوني من الدخول وقالوا لي بسبب أعمال ابنك..... فماذا فعلتَ اليوم يابني ؟؟؟؟
بدأت ألطم وجهي وأصرخ والله لن أعيدها أبداً ، والله لن أعيدها أبداً..... وأنا أكررها وجدت أمي توقظني وتقول لي استيقظ يا ولدي و سمِّ الله ، ماذا حصل ؟؟
قصصت عليها قصتي، نظرتْ إلى الساعة وقالت لي : بقي عشرين دقيقة لأذان الفجر، قم ، اغتسل واذهب إلى المسجد لصلاة الفجر....
فتحتُ باب المسجد، فإذا بالامام ينظر إلى الناس ويطالبهم بتعديل صفوفهم، سيبدأ بالصلاة، أحسست أنه كان ينتظر قدومي وشعرتُ بفرحته عندما رآني، فقال أفسحوا ، فعندنا ضيف جديد، ودعاني إلى الصف الأول وبدأ صلاته بابتسامة جميلة.
الغريب في الأمر أنه قرأ نفس الآيات التي قرأتها في المنام ، وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، شعرت براحة كبيرة ، أحسست أن أبي في الجنة، وأنا أخطائي ستحول بينه وبين نعيمها، فقررت أن لا أقترب من المنكر بحياتي كلها....


أنهينا عشاءنا، فقلت له وماذا سنشرب الآن، فأجابني : اختياراتي هنا صارت ما بين الشاي والقهوة، لكن اختياراتي في الحياة أصبحت كبيرة جداً، فسأسير على نهج والدي، سأعمل صالحاً ولن أتوانى عن تقديم الخير، فقد هداني الله لرؤية مثوى أبي....وأنا سعيد كل السعادة.


توقفت عن الحديث معه، فقد انشغل تفكيري في استرجاع شخصيات أعرفها جيداً كانت هي آخر العنقود في أسرتها.... ترى هل الدلال الذي يحصل عليه آخر العنقود مرده إلى الأمل الذي يختزن في وجدان الأهل بأن يكون هو الأكثر عناية بهم في نهاية حياتهم ؟؟؟ وها يتحقق في الغالب هذا الأمل ؟؟؟



لقراءة المزيد

الخميس، 5 يناير 2012

0

أين العروس !


كنت أعتني بجدتي المريضة في أيامها الأخيرة، كنت أنام بقربها، حكت لي معظم تفاصيل حياتها، في كل مرة كانت تدعو لي بأن يرزقني الله بابن الحلال الذي سأعيش معه عزيزة، كما عاشت هي مع جدي رحمه الله، مرة تجرّأتُ وقلت لها: جدتي، لتكن دعوتك بأن يكون نصيبي هذا الذي في بالي....ابتسمت قائلة: لي دعوات كثيرة مستجابة من فضل الله وكرمه، فهل أنتِ تريدينه حقاً ؟؟ بدون تردد أجبتها : ولا أريد غيره.... دعت لي جدتي وأسهبت في الدعاء والتوسل حتى أنني بدأت أتخيل أن دعواتها قد استجيـبت.

كان أبي يناديني زهرة الحياة، فأنا ابنته الوحيدة، رعايته لي كانت تثير غيرة إخوتي الأربعة بدرجات متفاوتة ، وكانت حسناء ابنة جيراننا هي الأخت والصديقة، فمعها كانت طفولتي ومعها بدأت رحلتي الدراسية ومعها أمضي ساعات طويلة من أوقات عطلتي.


أيامها كان الجيران أهل بكل ما في هذه الكلمة من معنى، والدة حسناء – الخالة أم جميل – امرأة قوية صارمة تحب الحق وتدافع عنه برجولة ربما شخصيتها هذه كانت سر صداقتها مع والدتي التي غالباً ما نراها هادئة لا تتخذ أي قرار مهما صغُرت بساطته قبل الرجوع إلى والدي.
كنت في ربيعي السادس عشر عندما بدأت أُعجب به دون أن نلتقي، ففي غيابه -في بيتهم- ومع حسناء كنا ندخل إلى غرفته نرتبها، نقرأ في كتبه ، نجهز له ملابسه، كنت أختلس النظر إلى صورته ، أراه أحياناً يكلمني ، لا لا إنني أكذب فأنا كنت أكلمه، كنت أقول له : أنت لا تعرفني ، لكنني أعرفك جيداً، أعرف عنك كل ما يهمني أن أعرف، تعجبني نظراتك.....
كم تحدثت إلى صورته، كم جهزت له الطعام مع حسناء، حتى صرت أعرف ذوقه في الطعام واللباس. حيائي الذي كان يدفعني لأخفي عن حسناء ما يختلج في نفسي هو نفسه الذي كان يفضح بعض أساريري، لابد وأن حسناء تدرك اهتمامي بأخيها، لكن ذكاءها -سر محبتي لها- كان دوماً يجمح رغبتها في التحدث إليّ في هذا الأمر.
غاب جميل أكثر من سنتين في تأدية خدمة العلم كنت خلالهما قد حصلت على شهادتي الثانوية، شاركنا جيراننا فرحتهم بعودة جميل وشاركونا فرحتنا بنجاحي بمعدلي العالي، لكننا، جميل وأنا لم نلتق إنما تلاقت نظراتنا من بعيد....


في هذا الصباح تتحدث الخالة أم جميل إلى والدتي وأنا أعد لهما القهوة لتستمر أحاديث الصباح التي بدأت منذ سنوات وليس لها نهاية، أسمعها تقول لأمي :

_ والله يا أختي ، ابني جميل ينوي الهجرة إلى كندا وقد حصل على التأشيرة، لكنني أريد أن أزوجه قبل أ ن يسافر
في المساء ، تحدثت أمي إلى أبي قائلة:
_ كانت هنا أم جميل صباحاً وحدثتني عن هجرة ابنها إلى كندا وتريد تزويجه قبل السفر، كانت من خلال حديثها تجس نبضنا لتعرف إن كنا نوافق على زواجه بابنتا.... أجابها أبي بحزم ليقطع هذا الحديث نهائياً:
_ بالتأكيد لا نوافق، إنهم عائلة ممتازة وجميل شاب يعجبني جداً لكن إلى الغربة لانوافق، إن فتحتْ لك الموضوع ثانية أعطها جواباً قطعياُ بالرفض.

وهذا ما حصل بالفعل إلى أن جاءتنا يوماً الخالة أم جميل مبتهجة بعثورها على عروس لابنها فيها كل المواصفات التي يريدونها مع موافقة أهلها على موضوع الهجرة.

كانت حسناء تواسيني في كل مرة تحدثني عن ما يجري من أمور التجهيز لحفلة الزواج ، وفي كل مرة تقول لي ، لكنني أحبك أكثر، لكنني كنت سأكون في قمة السعادة لوكنت أنت ....
نحن جيران منذ زمن بعيد ونحن بالطبع من أول المدعوين إلى حفلة الزواج التي تقام في بلدنا على طريقتنا، حفلة للرجال وأخرى منفصلة للنساء، لا أدري لماذا أرادت أمي أن أكون بأبهى حلتي ، فقد جهزتني بالزينة واللباس وأسرفت في ذلك، ربما كانت تريد تعويضي عن حزن ما بداخلي شعرتْ به، فقلب الأم يعلم عن الأبناء مالا يعلمونه هم عن أنفسهم. وبالفعل كنت سعيدة وشعرت ببهاء وسرور. وقبل خروجي من البيت وقفت أمام المرآة لأتأكد من أنني على الشكل الذي طالما تمنيته، لكني لمحت صورة أخرى ، صورة كانت مخيّلتي قد رسمتها لنفسي عندما كانت جدتي تبتهل إلى الله أن يكتب لي السعادة مع الرجل الذي أتمناه.....
عندما دخلتُ صالة الأفراح انتابني شعور غريب وأنا أنظر إلى تلك التجهيزات التي من شأنها أن تجعل حفل الزفاف حفلاً فاخراً..... كل الأمور تسير على ما يرام، امتلأت الصالة وبدأ صخب الحفلة يسرق الجميع من أنفسهم.... مضى حين من الوقت والسعادة الظاهرة تغمر الجميع وحان موعد وصول العروس، وبدأت تتردد تلك الكلمة بالهمس أحياناً وبالاشارات أحياناً أخرى:
أين العروس.....أين العروس
كانت الحفلة قد تجاوزت منتصفها عندما حصلت بلبلة كبيرة ، فالعروس لم تأتِ وعلى ما يبدو أنها لن تأتي، أرى أمي تقف بجانب الخالة أم جميل وتحاول تهدئتها.... حديث قصير دار بين هاتين الصديقتين جاءتا بعده إليَّ على عجل تسألاني :
_هل تقبلينه يا ابنتي ؟ هل ترضين أن تكوني أنتِ عروسنا اليوم ؟؟
لا شك أن المفاجأة كانت شديدة وقد صنعت لي اختلاطاً كبيراً في المشاعر، شعرتْ حسناء بما يدور في خاطري فأظهرت فرحتها الشديدة وتأييدها المطلق فنقلوني إلى غرفة خاصة ليسمعوا إجابتي، همستْ أمي: ابنتي إن كنت موافقة فسأستدعي والدك للتحدث إليه، فقلت لهن : فليأت جميل أولاً.
فهمت الخالة أم جميل مقصدي فاستدعت ابنها الذي كان ينتظر خارجاً وطلبت منه أن يُسمعني تلك الكلمات التي سترفع من معنوياتي وتدفعني للموافقة، جاء جميل وقبل أن يتكلم بادرتُ بسؤاله : هل أنت حقاً تريدني يا جميل، أم أنها.... قاطعني جميل قائلاً: والله كـُنتِ أنتِ اختياري الأول اسأليها والتفتَ إلى حسناء طالباً العون، حسناء ، الأخت والصديقة والرفيقة، أجابتْ بعبارة واحدة : جميعنا كنا نعتقد بأنكِ خير عروس لأخي.....
بدموع الفرح والرضا راحت أم جميل تقبل والدتي، تعانقها وتقول لها: جاء دورك لتقنعي والد العروس ، كل شيء جاهز وأنتِ تعلمين يا أختي أن وعدي كوعد الرجال، ستكون ابنتك سعيدة أنا متأكدة ، أنا التي ربيت جميلاً وأنا واثقة من ذلك ، جاء دورك أن تقنعي والدها.....سأخرج إلى الناس لأعلن استمرار الحفل وأن العروس قادمة فهكذا سنكسب مزيداً من الوقت لتقومي بدورك.
خرجت الجارتان وعادتا بعد نصف ساعة تقريباً وبعودتهما استدعاني أبي ليسألني :
_ ابنتي هل أنت موافقة ؟ الشيخ ينتظرني لنعقد القران ....
الصمت ، وهل لي إلا الصمت
_ حسناً يا ابنتي هل لك شروط ؟؟
_ لا يا أبي ، شرطي الوحيد هو رضاك عني وأن تقرأ الفاتحة إلى روح جدتي
بنظرات استغراب ودّعني أبي على عجل قائلاً: مبروك يا ابنتي....

في الفترة الأولى من زواجنا أصاب جميل بعض الملل من حديثي الوحيد الذي كنت أكرره له يومياً حتى قال لي مبتسماً : والله حفظته عن ظهر قلب. كنت أحدثه كل يوم عن قصتي مع جدتي وعن دعوة جدتي المستجابة....

مضى على هذا العرس أكثر من ثلاثين عاماً، عشت مع جميل أياماً جميلة. كوّنا أسرة صغيرة ، لا يشوب سعادتها إلا أننا في الغربة....لكنني لازلت لاأدري كيف تحدثت أمي إلى أبي وحصلت على موافقته، أهو حق الجيرة الذي يجعل الجار بمنزلة الأخ ؟؟ وربما أكثر.....

أحكي لكم شيئاً من ذكرياتي وأنا أحتضن حفيدي جميل الصغير ...... أداعبه، وأدعو له......
لقراءة المزيد

الأربعاء، 4 يناير 2012

0

لماذا أنت هنا...؟؟




ينام هاتفي كثيراً، وعندما يرن أسرع لالتقاط السماعة، فأنا هنا قادم جديد وقليل من يعرفني ويعرف رقم هاتفي.
_ألو نعم
_السلام عليكم
_أهلا عم توفيق وعليكم السلام ورحمة الله، كيف حالك ؟؟
_بخير الحمد لله لكنني حزين، قبل قليل توفي صديقي أبو مالك....
_رحمه الله، وأنت حزين لأنك لا تستطيع أن تتواجد في الجنازة ؟
_ قلت لك صديقي، هل تظن أن لي أصدقاء في بلدي ، إنه هنا.... أنت تعلم أني منذ أن غادرت قبل ثلاثين عاماً وأنا لم أقم بزيارة لبلدي ، وليس لدي أصدقاء هناك..... أبو مالك أنت تعرفه، التقيتَ به مرة عندي، المهم بما أنك مغترب جديد هنا أظنك تعرف قراءة "يس" ، أرجو أن تحضر معنا غداً في مراسم الدفن.
_طبعاً، لا تهتم سأكون موجوداً إن شاء الله
_ حسناً سآتي لعندك صباحاً لنذهب سوية
_ سأكون بانتظارك، بأمان الله
انتهت المكالمة الهاتفية ورحت أتذكر المرحوم، نعم تذكرته، بالتأكيد لم يصل إلى الستين من عمره ، رحمه الله، أتذكر عندما طلب مني أن أحكي له عن أخبار البلد، كيف كان يستمع بشوق ولهفة.....وكيف أعرب لي عن مخاوفه بأن يموت هنا بحسرة زيارة أهله وبلده.
في المقبرة، كان الموقف صعباَ للغاية، فالمرحوم لم يدفن على الطريقة الاسلامية تماماً ولا في مقبرة اسلامية، ولا أحب أن أدخل هنا في تفاصيل ذلك الحزن العميق الذي تملكني عندما شاهدت أبناءه يصلون عليه بطريقتهم فهم ليسوا مسلمين، مشاهد أصعب من أن أتمكن من وصفها.... قرأت "يس" على روحه ودعوت الله له بالرحمة والمغفرة وعدت مع مجموعة من أصدقائي الجدد " المغتربين" الذين جمعتني بهم صداقة الاغتراب فقط حيث دعانا العم توفيق إلى الغداء على روح صديقه المرحوم، فأحببت أن أستغل هذه الفرصة علني أسمع قصص المغتربين، وفي فترة الغداء وما بعدها حاولت أطرح بعض الاسئلة على الموجودين، لكن السؤال الأهم كان : لماذا أنت هنا ؟....

أحد الموجودين كان مساعد مهندس خريج معهد هندسي أحب أن يحكي حكاية اغترابه...

يقول بعد تخرجي في بلدي، توظفت فعينوني في منطقة تبعد عن سكني 40 كيلو متر تقريباً ولم تؤمن لي المواصلات ولا بدلاً عنها، فكنت بالإضافة إلى ما أنفقه يومياً على المواصلات أضيع ساعتان يومياً للوصول إلى عملي و ساعتان للعودة إلى بيتي، نتيجة التنقل بين ثلاثة وسائل مواصلات، كنت أظن أن هذا سيكون مؤقتاً لكن!!! مر الوقت ولم يتغير شيء، رزقت مولوداً فقال لي أحد الموظفين أسرع بتسجيله لتحصل له على تعويض عائلي ففرحت كثيراً، لكنني عندما علمت أن التعويض العائلي للطفل هو عبارة عن نصف دولار شهرياً، ضحكت ضحكة مريرة لازال طعم مرارتها في فمي إلى يومي هذا....تقدمت بطلب نقلي إلى مكان قريب من إقامتي ودعمته بكل قوى المعارف والأقارب فنقلوني إلى مكان قريب وممتاز وصرت في موقع كشاف وتقاريري مع باقي الزملاء هي التي ستبين أحقية المواطن في الحصول على عداد كهرباء ثلاثي ولم أكن أدري أن هذا باباً أستطيع من خلاله تقبل الرشاوى اليومية بسهولة لتقديم تقريري بما يخالف الواقع، وبما أنني من أصحاب المبادئ ولا أرضى بذلك فإنني بدأت أعيق بعض الزملاء في الحصول على تلك الرشاوى..... لم يمر وقت طويل حتى أحاكوا لي مكيدة لأنتقل إلى موقع آخر خارج المدينة أيضاً، موقع لا مجال فيه للاحتكاك مع المواطنين، وذلك في إحدى محطات تحويل الكهرباء، كنا وقتها نقوم بتنفيذ جدول زمني دوري بقطع الكهرباء من أجل التقنين. عملت مرتاح البال، زالت همومي جميعاً ولم يبق لي غير ضيق الحال، الذي يشكو منه كل الرجال.
في مساء يوم صيفي كنت أستمع إلى الإذاعة في أحد البرامج التي تبث مباشرة عندما سمعت التالي:
_ ألو مرحبا
_ أهلا وسهلا تفضلي ، مين معي
_ أنا رويدة ، كيفكم ؟
_أهلا رويدة ، كيفك أنتي ؟؟ سيدة ولا آنسة
_ آنسة واليوم حفلة زواجي
_ ألف ألف مبروك، إن شاء الله تكون إجابتك صحيحة وتفوزي بالجائزة
_ لأ ، ما اتصلت للاجابة على الحزورة
_ طيب بتريدي نهديكي أغنية ؟؟
_ لا، أنا اتصلت بكم أتمنى أن يصل صوتي إلى المسؤول عن برنامج قطع الكهرباء، أتمنى أن لا تنقطع الكهرباء اليوم من الساعة 20– 22 أتمنى أن لا تحصل زفة العروس في الظلام، هذه هي أمنيتي، فلا أخرج من بيتي في الظلام....
حصل ارتباك لدى المذيعة مقدمة البرنامج، فهي تعاطفت مع العروس لكنها تعرف أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، فضمت صوتها إلى صوت رويدة مناشدة تحقيق أمنيتها، وعرضت عليها أن تهديها أغنية بهذه المناسبة، قبلت رويدة أية أغنية لكنها عادت إلى عبارات الرجاء والإصرار على أن ينفذ طلبها، فقامت المذيعة بسؤالها عن العنوان حتى يتمكن المسؤول إن سمع نداءها وأراد أن يلبي أمنيتها، حتى يتمكن من تحقيق رغبتها.
كانت الساعة السابعة والنصف، نظرتُ إلى الجداول أمامي، يا إلهي هذا العنوان يقع في المنطقة التي سأقوم أنا بقطع الكهرباء عنها بعد نصف ساعة.
أنهت رويدة مكالمتها بعبارة قالتها : أرجو من المسؤول أن يعتبر أنها حفلة زفاف أخته، وأنها تحصل مرة واحدة فقط....
أعلم أنني أنا الذي سأقوم بقطع الكهرباء، لكنني أعلم أيضاً أنني لست أنا ذلك المسؤول الذي ناشدته العروس ومعها المذيعة، فرحت أتصور بأنه سيأتيني الآن اتصال هاتفي من أحد المدراء يقول فيه لأسباب موضوعية عليك بتعديل برنامج التقنين لهذه الليلة، وأنا سأقوم بسعادة بتنفيذ التعليمات وسيغمرني السرور لأنني سأكون بيدي قد أدخلت الفرحة إلى قلب رويدة، سأكون ذلك الجندي المجهول الذي ستشكرني رويدة على عملي البطولي هذا.....
تغير منحى البرنامج وصارت الاتصالات التالية كلها مؤيدة لطلب رويدة، وما كان من المذيعة إلا أنها زادت تأييدها وتحول البرنامج إلى عرس حقيقي لرويدة..... بقي 10 دقائق لموعد قطع الكهرباء وأحد ما لم يتصل بي، على ما يبدو أنني أنا المسؤول المستهدف، على ما يبدو أن باقي المسؤولين لا يستمعون إلى هذا البرنامج..... والظاهر أن رجاء العروس قد خاب.

بقي 10 دقائق، صارت أنفاسي تتصاعد وبدأت أفكر جدياً بأنني أنا المسؤول المنشود وعلي أن أفعل شيئاً، لكن ما بوسعي أن أفعل؟؟ فلا يمكنني بشكل من الأشكال أن أستمر في ايصال الكهرباء إلى هذا الحي إلا إذا قطعتها عن حي آخر وهذا أمر خطير جداً فكثير من الناس اعتادوا على جدول التقنين ونظموا حياتهم على أساسه، وأنا لا أريد أن أدخل السعادة إلى شخص على حساب تعاسة آلاف الأشخاص، لازال عندي أمل أن يتصل أحدهم ويعدل برنامج القطع، لكن ماذا إذا لم يتصل ؟؟ وكيف سأوفق بين واجبي في تأدية عملي وبين تعاطفي مع العروس والمذيعة وباقي المتصلين ، بل والمستمعين !!!!

راحت الأفكار تأخذني يمنة ويسرة، هل من سبيل إلى تلبية نداء العروس وبنفس الوقت عدم حرمان الكهرباء لأناس آخرين ينتظرونها، أمسكت بالآلة الحاسبة، ونظرت إلى المناطق والجداول أمامي، فوجدت حلاً أستطيع من خلاله تنفيذ الجدول وتحقيق رغبة العروس بشرط أن أقطع التيار عن منطقة صناعية، فهذا أخف الضرر، وأنا أعلم أن أصحاب المنشآت الصناعية عندهم مولدات للكهرباء. المخاطرة الوحيدة التي سأعترض لها هي احتمال أن يوجه لي تنبيه من المدير، هذه سهلة ، لكن ربما يوجه إلي ثناء منه أيضاً.
الثامنة تماماً، سأفعل ما قررته ولن أفكر في النتيجة....

الثامنة وخمس دقائق تتصل رويدة لتقدم آيات الشكر إلى مديريتنا وإلى موظفينا وجميع المسؤولين الذي حرصوا على تلبية طلبها، سعادة تغمرها ولم تنس أن توجه الشكر إلى المذيعة والمتصلين الذي تعاطفوا معها، اسمع حديثها، أشعر ببهجة تغمرني، سأحضر أبريقاً من الشاي لأحتفل بنفسي وأشكر نفسي، فنشوة السعادة لحظات من الصعب تكرارها، أريد أن أنعم بها..... هنا أنا لوحدي بعيداً عن حفلة الزفاف وضوضاء المدينة.....

الثامنة وعشر دقائق يرن الهاتف، لا بد وأن أحداً ما يتصل ليشكرني شخصياً..... إنه المدير، بعد التحية والسلام...
_ مالذي يحصل عندكم ؟؟ لماذا لم يصل التيار إلى المنطقة الصناعية ؟؟ هل عندكم عطل ما ؟؟
عرفت أن المدير لا يعلم شيئاً عن الأمر، وأن أحد الصناعيين اتصل به شخصياً ليستفسر عن الأمر، وأنه لا يعلم بأنني أزود منطقة أخرى بالكهرباء فأجبته
_ لا ، لايوجد عطل إنما هو أمر تقني سأعمل على حله خلال دقائق.

لابد وأن المدير خارج العمل، وهو سيتصل بذاك الصناعي ليعلمه بأن التيار سيصله خلال دقائق، فما الذي علي أن أفعله الآن؟؟
لقد وصلت الفرحة إلى العروس ، هل أسرقها منها ؟؟
عدت إلى تحضير الشاي، وأنا أفكر بردي على المدير في اتصاله التالي
اتصل المدير بعدها مرتين وفي كل مرة وبكل ثقة بالنفس أجيبه بأنني سأحل الموضوع خلال دقائق، وهو بدوره ينقل هذا إلى صديقه، إلى أنا أصاب الملل أحدهما ومضت هاتان الساعتان وعدت إلى التزامي بالجدول المقرر.

صديقي..... لقد سألتني لماذا أنت هنا؟؟ أنا هنا لأنه في اليوم التالي استدعاني المدير وصب علي جام غضبه، وأسمعني عبارات قاسية لم أكن أتوقها، نعم أنا خالفت التعليمات، لكن هناك عقوبات إدراية كنت مستعداً لها، أما الإهانة التي تعرضت لها فلم أكن مستعداً لها. ولهذا أنا هنا.... جئت علني أستطيع أن أتابع دراستي وسرقتني الدنيا وسرقني الزمن وها أنا ذا كما تراني أتنقل من حسرة إلى حسرة أشعر بأن أنفاسي تختنق كلما تذكرت أنني منذ عشرين عاماً لم أغادر هذا المكان، فقط أشتم رائحة بلدي من خلال قادم جديد مثلك.


من مذكرات مغترب
لقراءة المزيد

الأحد، 1 يناير 2012

0

قصة العاطس الساهي ¤°~®~°¤


كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة،

يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان


يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن


المبارك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ


عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن


يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله!

عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله

¤°~®~°¤
لقراءة المزيد